كن مبادراً 

كن مبادراً 

 

ماذا نقصد بالمبادرة

عرف أهل اللغة المبادرة بأنها السبق لفكرة لم تُقترح من قبل، وبالتالي الشروع في تنفيذها، أي أنها محاولة شخصية أو جماعية لإحداث فارق في الحياة الشخصية أو المجتمعية على حد سواء، وبالتالي سينتج عن تنفيذها تلبية لحاجة شخصية أو تلبية حاجة للمجتمع.

وأن تتمتع بحس المبادرة فهذا يعني القدرة على رؤية الأمور التي تحتاج إلى إصلاح أو تطوير، واتخاذ القرار بفعل ذلك دون انتظار إذن أو أمر من أحد. إنّها القدرة على السير خطوة إضافية، وبذل جهد إضافي للقيام بالأعمال الخارجة عن دائرة مهامّك الاعتيادية.

جوهر حس المبادرة 

يتجسد جوهر حس المبادرة في كونها أكبر محرّك للتغيير والتطوير والتحسين على الصعيد الشخصي والمجتمعي، ف له دور كبير في كل من التالي:

  1. تعزيز مهارات الفرد التحليلية وقدراته على اتخاذ القرارات وذلك لتعرضه للعديد من المواقف التي يضطرّ إلى تحليل سلبيات وإيجابيات قضيّة أو مشكلة معيّنة ومن ثمّ اتخاذ القرار المناسب بشأنها.
  2. تجعلك مرغوبًا ومطلوبًا في مختلف الوظائف والفرص، حيث تظهر مدى قدرتك على العمل بشكل مستقلّ، ورغبتك في النمو والتطور المستمرّ على كافة الأصعدة.
  3. يفتح أمامك حسّ المبادرة آفاقًا جديدة ويعلّمك أساليب جديدة للقيام بالمهام المختلفة، الأمر الذي يكسبك خبرة ثمينة لا تقدّر بثمن، ولا يمكن لأولئك الذين يفتقرون لهذه المهارة اكتسابها إلاّ بعد وقت وجهد طويلين. 

 

كيف تصبح شخص مبادر؟

إن كنت راغبًا في تحقيق المزيد من النجاح والإنجاز في حياتك، وإن كنت تطمح للحصول على أدوار قيادية، فالخطوة الأولى تتمثّل في تعزيز حسّ المبادرة لديك. ليس عليك القيام بإنجازات عظيمة، إذ يمكنك البدء بخطوات بسيطة في عملك وحياتك اليومية تساعدك مع مرور الوقت لتكون شخصًا مبادرًا، وتفتح لك آفاقًا جديدة لم تكن تخطر لك، ومن أهم هذه الخطوات:

  • كن مبتكرا غير تقليدي:

عليك دائما أن تسعى للتفكير وابتكار أفكار جديدة خارج نطاق المألوف وإن بدت في بدايتها غير منطقية، وعدم الاستسلام للروتين اليومي الذي يقتل روح الإبداع.

  • ابحث عن مسؤوليات إضافية:

ابدأ بإنجاز المهام الموكلة إليك على أكمل وجه، وأتقن عملك كلّ الإتقان، ثمّ حدّد الجوانب التي يمكنك المساهمة فيها والخارجة عن نطاق مسؤولياتك.

  • شارك معارفك ع الآخرين:

حيث مشاركة ما تعلّمته خلال ورشة عمل أو دورة تدريبية مع زملائك وأصدقائك ممّن يشاركونك نفس الاهتمامات.

  • تطوع لإتمام المهام القيادية:

مثل تنظيم الفعاليات والأحداث المتعلّقة بالمكان الدراسي أو العمل كالاجتماعات والنشاطات المختلفة.

  • واجه مخاوفك ولا تستسلم للفشل:

يجب أن تكون مؤمناً بقدراتك وواثقاً من ذاتك وجدوى أفكارك، وما يميز الشخص المبادر عن غيره عدم الاستسلام للإخفاق والفشل في أي مبادرة يقوم بها بل يسعى دائماَ نحو تنفيذ المبادرات الفعالة والإيجابية بثقة وإيمان.

 

المبادرة والمجتمع

ثمة مؤشرات كثيرة تدل على حيوية المجتمع، وقدرته على النهوض والاستجابة للتحديات التي تواجهه، ومن أهم هذه المؤشرات ما ينبثق عن المجتمع من “مبادرات”، حيث تنمية ثقافة المبادرة من أهم ركائز الاقتصاد المعاصر، فهي التي تدعم التنافسية الإيجابية التي تخلق اقتصادًا قويًّا، وبالتالي زيادة رفاهية المجتمعات، فالأموال والسياسات والقوانين وحدها لا تكفي لخلق الفرص الهامة التي من شأنها النهوض بالمجتمعات.

أيضاً المبادرات المجتمعية ضرورةٌ حضارية تدل على تماسك المجتمع، وتلاحم فئاته وطبقاته، وتسد ثغرات قد لا يكون بوسع المؤسسات الرسمية القيام بها؛ بسبب القصور المادي، أو عدم الالتفات الكافي لهذه الثغرات.

 

كن مبادراً.. ذا أثر اغرس فكراً، وانشر نفعاً.